منتدى نادى الصيد بالمحلة الكبرى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عقلانية الفكر العربي الاسلامي

اذهب الى الأسفل

عقلانية الفكر العربي الاسلامي Empty عقلانية الفكر العربي الاسلامي

مُساهمة من طرف ماجد1978 30/7/2015, 11:19 am

لاشك في ان الواقع العربي الراهن يعاني من سوء فهم لمعنى العقلانية فمن باب دأب البعض على وصف الفكر العربي المعاصر على انه فكر لاعقلاني يتخبط في معالجاته المبتورة لكل مشكلاته الحياتية نجد بالمقابل من يصف الفكر العربي بأنه أصيل وله عقلانية متجسدة في مصادر ومنابع فكره (الكتاب والسنة) ومن هنا لا بد من الوقوف على معنى العقلانية واللاعقلانية بغية فهم وإدراك المقاصد التي ينشدها الطرفان   بدءا ان اختلاف العقليات ينشأ من تباين واختلاف الممارسات والتجارب التاريخية للشعوب .

 كثير منا يتعاطف مع الماضي ويحاول التقيد به عند التعامل مع الحاضر دون ان يأخذ بعين الاعتبار صحة الافكار التي يتعامل معها لغرض تثبيت موقفه وقد يحدث العكس , فالبعض لا يتعاملون مع الماضي بقدر ما يهتمون بالحاضر على انه الواقع المعاش الذي يتطلب النظر اليه اذا ما اريد حل واقعي لمشكلات المجتمع   فمن وجهة نظر صاحب البيان والتبيين : ان المعارف كلها ضرورية طباعا وليس شيء من ذلك من افعال العباد وليس للعبد فيها كسب سوى الارادة , فأن افعاله تحصل منه طباعا , والإرادة على رأيه ليست جنسا من الاعراض , وإذا ما انتفى السهو عن الفاعل وكان عالما بما يفعله فهو مريد له .وعلى هذا فأن الخلق كلهم عالمون بان الله تعالى خالقهم وعارفون بأنهم محتاجون الى النبي , وهم صنفان : عالم بالتوحيد وجاهل به , فالجاهل معذور والعلم محجوج , ومن انتحل دين الاسلام عليه ان يعتقد ويقر بان الله تعالى ليس بجسم ولا صورة ولا يرى بالأبصار , وانه عدل لا يجور ولا يريد المعاصي , وعكس هذا من عرف ذلك ثم جحده وأنكره , وقال بالتشبيه والجبر فهو مشرك كافر حقا "1"وهذه كحقيقة تكشف قصور وعجز الانسان لولا تدخل الارادة الالهية (وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين) "سورة البقرة 30" .

   اذ خصه الله تعالى بالمعرفة التامة دون الملائكة فعرف الاسماء والأشياء والأجناس واللغات مما جعل الملائكة يعترفون بالعجز والقصور (قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ) "سورة البقرة 32 " . وبأمر من الله اعلم ادم بالأسماء بعد ان سمى كل شيء باسمه وهذا ما جعله يعرف مصلحته في حياته الدنيا والآخرة من هذا المنطلق لا بد ان نعترف بان الافكار التي استوعبها الانسان هي في الاساس افكار ومفاهيم صحيحة وحسنة بفعل مصدرها الالهي حيث منحته معرفة متكاملة لكل اوجه الحياة (اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) "المائدة 3" , وأما الافكار القبيحة غير الصحيحة فقد ظهرت بعد ما وقع التحريف من قبل الانسان نفسه للكتب السماوية التوراة والإنجيل  , كما قال تعال Sadيحرفون الكلم عن مواضعه ) , وعندما نعود الى معنى العقلانية واللاعقلانية وعلاقاتها بالأفكار التي يتعامل معها الانسان في حياته اليومية لا بد ان ندرك بان الافكار الصحيحة هي افكار لها خصائصها الثابتة عبر الزمان والمكان الرسالات السماوية تهدف الى سعادة البشر بمقتضى العدالة والمساواة القائمة على المقارنة بين نوع افعالهم ومدى امكاناتهم (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ) سورة البقرة "286" .  

 المقارنة نعني بها اختبار الاقوال بالأفعال بما يحقق الممارسة العملية للأفكار من المستوى النظري الى المستوى التجريبي . وعليه فأن المفاضلة بين البشر على المستوى الفكري لا بد ان يستند على درجات تفاضلية لنوع الاخلاق التي يمارسها الانسان كمقياس لصحة الافعال التي ينجزها.   اما الفكر المحرف الذي استطاع الانسان ان يغير مساره خطأ وتزويرا فهو فكر مصدره العواطف المضللة خاصيته مشروطة بظروف زمانية ومكانية معينة . فكر استهلاكي وعقيم لا يعيش إلا في وسط التشويه والتحريف للحقائق , والتحريف مصدره تحقيق المصالح والمنافع الخاصة خارج حدود الممارسات الاخلاقية والفكر المحرف عادة ما يهدف الى قلب المعادلة بين الدين والمجتمع بحيث يستبعد الدين عن فهم المجتمع ويجعل المجتمع نفسه مفتاحا لفهم الدين . وعليه فأن الانجاز الفكري الصحيح والعقلاني لا يزول بسبب هيمنة التيارات المنفعية والمتشككة بإمكانات المجتمع العربي الاسلامي , بل سيستمر كقوة كامنة تظهر بين حين وآخر بصور وأشكال "فردية وجماعية" مفاجئة داخل البناء الاجتماعي وانساقه المختلفة وخير مثال على ذلك خروج واندحار الشيوعية في المجتمع العربي الاسلامي "اليمن وأفغانستان" بحكم بطلان وفشل افكارها المحرفة    وبحدود اللاعقلانية نجد هناك مسألة في غاية الخطورة لم ينتبه اليها الكثير من الباحثين والدارسين إلا وهي تجاهلهم وإغفالهم كون ان الانسان هو اداة ووسيلة بحد ذاته لإسقاط العقل على المادة في كل مراحل تفكيره وقد يعمد البعض الى ان يجعل الوسيلة فوق المادة في تحليله مما يجعله تحليلا ناقصا وخاطئا .
    اذ ان الاعتماد على مقولات نظرية واشتقاق احكام مجردة دون اخضاعها الى مستوى الممارسة تكون مهزلة للعقل البشري وهو يحاول محاكاة التصوير الفوتوغرافي في تحويل المعلومات من موضع إلى أخر بلغة وحروف وافدة . بهذه الصورة اللاعقلانية تكون الكتابة تزييفا للواقع المراد دراسته وتشويشا للأسس المنهجية العلمية التي تعتمد الموضوعية في الوصول الى الحقيقة كواقع . والحقيقة التي تجلت في ضوء معرفتنا للأفكار الصحيحة المستمدة من واقع اسلامنا تجعلنا اكثر تفهما وإدراكا لتلك المفاهيم والأفكار المحرفة , ونحن نعيش حاضرنا على انه امتداد طبيعي لماضينا البعيد او القريب . وهكذا دأب الكثير من انصار العلمانية على دراسة الفكر اليوناني واعتبروه العصر الذهبي لتاريخ البشرية واخذوا يقفون وقفة اجلال وإكبار لبعض رواده في الوقت الذي يتغافلون فيه عن كون ان رواد هذا الفكر كان لهم دور كبير في استعباد الانسان لأخيه الانسان وما يتسببه من فساد وظلم اجتماعي خاصة وان معظم سكان المدن اليونانية كانوا عبيدا لا يتمتعون بأبسط الحقوق الانسانية . وينسحب ذلك على المجتمع الروماني ومجتمع القرون الوسطى مثلما ينسحب ذلك على بعض اوجه الحضارة العربية الاسلامية لاسيما النظام السياسي منها , وانتهاء بالحضارة الغربية صانعة التفرقة العنصرية . وبحكم ان التقدم سمة انسانية تخص جميع الشعوب فانه عرضة للانحطاط مرة وللسمو مرة اخرى . ولكون الاخلاق السامية لا تعد من المكتسبات العامة في الحضارة البشرية فان السمو الاخلاق الذي يحققه بعض الافراد بحكم طبيعتهم التكوينية والنفسية لا ينتقل بسهولة الى غيرهم . وبين هذه الفترة وتلك يمكننا التمييز بين الفكر العقلاني واللاعقلاني في العطاء البشري.  

http://art.uobabylon.edu.iq/service_showarticle.aspx?pubid=3659

ماجد1978

مدينة الأقامة : iraq
عضو فى نادى الصيد : لا
عدد المساهمات : 142
نقاط : 426
تاريخ التسجيل : 28/06/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى