منتدى نادى الصيد بالمحلة الكبرى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الروابط الاسرية في الاسلام

اذهب الى الأسفل

الروابط الاسرية في الاسلام  Empty الروابط الاسرية في الاسلام

مُساهمة من طرف ماجد1978 30/7/2015, 11:22 am

          ان الحركة والنظام يمثلان حقيقة ثابتة في الكون والطبيعة والمجتمع ,وتظل الحياة ملازمة دائماً لوحدات النظام واتحادها ,وعلية فان الروابط الاسرية تعتمد اساساً على نظام العلاقة بين الرجل والمرأة. والنظام هذا ما هو الا تكامل جسدي يشعر كليهما بوحدة حياة جديدة يتشرنقها التكامل الواقع بين جوهريهما جنسيا وروحيا  .(والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبا الباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون)(1)( سورة النحل72).

اذن فالتكامل والتظامن هما اساس الترابط الاسري وان معنى الاتحاد بين الزوجين يوجب عليهما الوفاء والحب لبعضهما من خلال ادراكهما لواقع الفروقات التي تميز بينهما بما فضل الله بعضهم على بعض ,وبحدود الادوار التي يؤديها كل منهما لغرض استمرار حياتهما الزوجية .اي لافرق بين رجل وامرأة الابحدود ما يحملونه من خصائص (بايلوجيةونفسية) تكمل بعضها نحو حياة اسرية سامية وعلاقات اجتماعية راسخة ومستقرة (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم )(2)(سورة التوبة71).فما يساوي بين الناس هو حاجة بعضهم الى بعض والحاجة اساسها الاختلاف, وبالتالي فان الاعتراف بوجود الاختلاف يكون بداية التحرر وانزواء الاضطهاد ومهما يكن الامر فالانسان كائن منحاز اما الى نوازعه الغريزية واما الى ايثارية والنوازع الغريزية توحي وتلهم بالمعاني الانانية المترعة بكل ماهو نقيض لمعاني الحق والخير والجمال, في حين تمثل الايثارية نشاطا انسانيا يتجاوز انانية الذات وحبها لنفسها الى الانسانية الى ما هو عام.ومن هنا لابد من قيمة المحبة التي مصدرها الحب وموضوعها الانسان من دون تمييز ولاتفريق ,حيث يترجح الجانب الانساني الايثاري  في الشخص على الجانب الاناني اذا ما كان الحب يعني الميل الى الاخر روحيا وجنسيا. ولهذا كان الحب العذري بعيدا عن الاشتهاء الجنسي العابر كونه يتخطى الحدود والسدود لغرض المحبة كقيمة انسانية.

 ولذلك كان هذا النوع من الحب حبا استثنائيا في المجتمع العربي ,لان الجنس في مجتمع العصبية مباشر يصدر عن طبيعة الانانية العدوانية من دون تهذيب او عقلنة. والروابط الاسرية كنظام يقوم على ضرورتين ,ضرورة الخاص (الزوج والزوجة) وضرورة العام (المجتمع ) فبدون اي منهما ينتفي الاخر ويسقط التوازن بينهما وتحل الفوضى في الحياة الاجتماعية ,ما لم تتداركه سلطة عقلانية تعتمد الشريعة الاسلامية منهجا لاعادة التوازن بين الضرورتين وذلك وفق مفهوم المصلحة. والمصلحة في كل ما يبحث على الصلاح بما يتعاطاه الانسان من الاعمال الحافزة على نفعه ونفع الاخرين واذا انتظمت المصلحة وجمعت بين الخاص والعام فانها قد بلغت منتهى العقلانية ،والانسانية,وبهذاالتكامل يكون العمل الصالح (ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين.)(3)( سورة غافر33).  اذن بالعمل الصالح تتضح صورة المفاضلة بين المرأة والرجل بما يحقق ادوارهما في الحياة الزوجية والاجتماعية فالرجل بحكم ما منحه الله من رزانة الرأي والتدبير ومزيد من القوة ,كلفه بالكسب والانفال (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم )(4)( سورة النساء34) فهو يقوم على المرأة بالحفظ والرعاية, ولذلك خصة الله بالنبوة والامامة والولاية والشهادة والجهاد وغير ذلك .

هذا ما يخص مسؤولية القيادة والانفاق عندما يكون الرجل حاضرا ,ولكن في حالة غياب الرجل لسبب من الاسباب ,فقد تتقدم المرأة وتكون المسؤولة الاولى في القيادة, وعندها تكون قوامة في اتخاذها القرار ورسم سياسة الاسرة والمجتمع . (وجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وابونا شيخ كبير)(5)( سورة القصص23)فغياب الرجل جعل من المرأة ان تكون اولاً في تحمل مسؤولية الانفاق والكسب على ان تمتثل لحدود الشرع والقيم الانسانية بما لاينتقص من انزثتها وعفتها وهي تشاطر الرجال مسؤولية القيادة ( تذودان).وهكذا تتتاباع حلقات التكامل بين الرجل والمرأة لتنتهي بالقبول والتوافق نحو المعاشرة والتزاوج "فجائته احداهما تمشي على استحياء قالت ان ابي يدعوك ليجزيك اجر ما سقيت"(6)( سورة القصص25).

والاجر هنا لم يكن اجراًمادياً بقدر ماكان تكاملاً روحيا وجسديا  بموجب تزوج موسى - عليه السلام- باحدى بنات شعيب - عليه السلام. وبهذا التكامل اتضحت مسؤوليتهما وتكاملت روابطهما الاسرية لتتحقق الهداية وتنتظم حلقاتها بالخير الكثير ( فلما قضى موسى الاجل وسار بأهله انس من جانب الطور ناراً)(7)( سورة القصص29).بيد ان البيئة الاجتماعية المختلفة والقائمة على التمايز والتميز بين الجنسين عادة ما تنتج قيما تسعى لاستغلال مكانة المرأة وسلب جوهرها الانساني، بما يجعلها متعة للرجل تثير غريزته وتشبع شهوته، واذا ما اصابه الملل استبدلها بواحدة او هجرها وقتيا او دائميا دون الرجوع الى تقييم افعالها الصالحة او الطالحة. وفي ظل المجتمع الذي تسكنه العصبية فان الرجل قد يتزوج تحت وطأة هذه القيم المختلفة ليمارس بالزواج السلطة والسيادة كقيمتين لهما حضور في الاسرة والمجتمع، فهو يمارس سلطته وسيادته مهما كان مركزه الاجتماعي وضيعا فالزوج يكون سيدا مطاعا يصدر الاوامر وينهي ويردع وعلى جميع افراد اسرته ان ان يستجيبوا له دون نقاش وبذلك قد يتمكن الرجل من تعويض مكانته او مركزه المتدني في المجتمع.

 وبفعل هذه البيئة المختلفة والمتناقضة وغياب المؤسسات العلمية والتربوية الخيرة فقد يساهم كل من الرجل والمرأة في نقل تلك القيم التفاضلية الى الاجيال عن طريق التنشئة الاجتماعية الخاطئة والمحاكاة والتقاليد، وتصبح بمرور الزمن قيما ملزمة لكليهما لا يمكن الخروج عليهما.وبطبيعة الحال ان استمرار مثل هذه الحالة يساعد على خلق ظواهر ومشكلات اجتماعية كثيرة ومتنوعة من بينها العنوسةوالعنوسة: يعني بها تأخر سن الزواج لدى المرأة، وقد يحدث ذلك لاسباب مختلفة من بينها ان فرصة الزواج محددة بعمر معين وبمواصفات يحددها النسب والحسب والجمال الى حد كبير. يضاف الى ذلك انها لا تمتلك حرية الاختيار الا في ظروف معينة.بمعنى اخر ان فرصة الزواج بالنسبة للمرأة غير مفتوحة مثلما هي الحال عند الرجل الذي يمتلك حرية الاختيار في اكثر الاحيان اضافة الى كونه يستطيع الزواج في اي فترة من فترات عمره، حيث يجد من تقبل به زوجا وان كان عمره في السبعينات، بينما قد لاتتوفر مثل تلك الفرص للمرأة اذن فالعنوسة بالنسبة للمرأة ماهي الا زمن يأكل شبابها ويمنع زواجها  حيث تشكل شبحا مخيفا له واقعه السلبي على شخصية الفتاة وافراد اسرتها.واستمرار لهذه البيئة وقيمها السلبية تتقبل المرأة فكرة الزواج بكل تبعياته الثقيلة لكي لاتطولها العنوسة في ظل مجتمع اعتمد على تفاضلية القيم واقعا لعلاقاته الاجتماعية.ولما كان الزواج يتماشى مع ارادة الله وارادة الحياة كقيمة انسانية، فان المعاناة التي تواجهها المرأة تحت وطأة الزواج بما فيه تسلط الرجل واستغلاله وعدم ضمان معاشرته اكثر طمأنينة في الفرد والمجتمع من ان تبقى عانساً.
http://art.uobabylon.edu.iq/service_showarticle.aspx?pubid=3127

ماجد1978

مدينة الأقامة : iraq
عضو فى نادى الصيد : لا
عدد المساهمات : 142
نقاط : 426
تاريخ التسجيل : 28/06/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى