مادة (صَرَفَ) و معانيها في القرآن الكريم
صفحة 1 من اصل 1
مادة (صَرَفَ) و معانيها في القرآن الكريم
مادة (صَرَفَ) و معانيها في القرآن الكريم
إعداد : أ.م.د. حسن غازي السعدي -كلية الدراسات القرآنية- جامعة بابل
توطئة
دراسةُ مادةٍ ما جذراً و مشتقاتٍ في القرآن الكريم مفيدةٌ و مهمة لأسباب عديدة ؛ منها:
1- معرفة دلالات هذه المادة و تصريفاتها في اللغة العربية لأنّ الدارس يرجع ـ بطبيعة البحث ـ إلى كتب اللغة و المعاجم.
2- تعرف دلالات المادة و تصريفاتها في القرآن الكريم.
3- إدراك الصلة بين تلك المشتقات و التصاريف ؛ إذ لا بدّ من وجود معنًى مشترك بين تلك الصيغ.
4- هذه الدراسة و أمثالها توفر أرضية لمعرفة بعضٍ من أسرار القرآن الكريم.
و قد اقتضت الدراسة أن يُقسَّم البحث على مبحثين :
الأول : عن أبنية مادة صرف في القرآن الكريم و عدد صيغها، فذكرت الصيغ و الآيات التي وردت عليها بإيجاز.
الثاني : عن المعاني التي وردت بها هذه الأبنية ، و قد ذكرت أولًا معاني مادة صرف في المعاجم اللغوية ، و من ثَمَّ ذكرت معانيها في القرآن الكريم مستعينًا بالتفاسير القرآنية.
المبحث الأول: أبنية مادة (صَرَفَ) في القرآن الكريم
لم ترد مادة (صَرَفَ) في القرآن الكريم بأبنية كثيرة بل جاءت على (7) أبنية ، أما عدد الألفاظ التي جاءت بها الأبنية، و هي التي تشمل تصريفات المادة من اسم و فعل ماضٍ و مضارع و أمر ، و مبني للمجهول و مبني للمعلوم ، فقد جاءت على (30) لفظة موزعة على سور من القرآن المجيد
أولاً/ الأسماء
وردت المادة بخمس ألفاظ موزعة على (4) أبنية ؛ هي:
1 ـ فَعْل
وردت المادة بزنة (فَعْل) مرة واحدة ، و ذلك في قوله تعالى: { فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا} (الفرقان : 19)
2 ـ مَفْعِل
وردت المادة بزنة (مَفْعِل) مرة واحدة ، و ذلك في قوله تعالى: {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا} (الكهف : 53).
3 ـ مَفْعُوْل
وردت المادة بزنة (مَفْعُوْل) مرة واحدة ، و ذلك في قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}( هود : .
4 ـ تَفْعِيْل
وردت المادة بزنة (تَفْعِيْل) مرتين ؛
1- قوله تعالى: {... فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}( البقرة : 164).
2- قوله تعالى: {..وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}( الجاثية : 5).
ثانياً / الأفعال
و جاءت المادة على الأفعال بـ (25) لفظة موزعة على (3) أبنية ؛ هي:
1- فَعَلَ
أ ـ الماضي المبني للمعلوم :
و جاء في (4) آيات ؛ مجرداً من الضمائر في اثنتين ، و متصلاً بـ (نا) في واحدة ، و بالضمير (كم) في أخرى ، و هذه الآيات هي:
• {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ}( التوبة : 127).
• {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}( يوسف : 34).
• {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ}( الأحقاف : 29).
• {.. ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} ( آل عمران : 152).
ب ـ الماضي المبني للمجهول :
و جاء في آية واحدة متصلاً بتاء التأنيث ؛ و هي:
• {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}( الأعراف : 47).
ج ـ المضارع المبني للمعلوم :
و جاء في (4) آيات ؛ في كل آية مقرونا بحرف من حروف المضارعة يختلف عن بقية الآيات ، وهي:
• {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ}( يوسف : 33).
• {..وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ}(النور : 43).
• {..كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} (يوسف : 24).
• {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا ... }( الأعراف : 146).
د ـ المضارع المبني للمجهول :
و جاء في (4) آيات أيضًا؛ في آية واحدة مجردًا من الضمائر ، و في (3) متصلًا بالواو؛ و هي:
• {مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ}( الأنعام : 16).
• {... ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}( الزمر : 6).
• {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} ( يونس : 32).
• {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ}( غافر : 69).
هـ ـ الأمر :
وجاء في آية واحدة ؛ هي:
• {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} (الفرقان : 65).
2- فَعَّلَ
أ ـ الماضي المبني للمعلوم :
و جاء في (6) آيات متصلاً بـالضمير (نا) في جميع الآيات ؛ و هي:
• {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (الأحقاف : 27).
• {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا}( الفرقان : 50).
• {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}( الكهف : 54).
• {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا}( طه : 113).
• {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا}( الإسراء : 41).
• {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} (الإسراء : 89).
ب ـ المضارع المبني للمعلوم :
و جاء في (4) آيات جميعها بالنون ؛ وهي:
• {.. اُنْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ} (الأنعام : 46).
• {..اُنْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} (الأنعام : 65).
• {وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (الأنعام : 105).
• {... كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ}( الأعراف : 58).
3 ـ اِنْفَعَلَ
و جاء في آية واحدة بصيغة الماضي المتصل بواو الجماعة ؛ و ذلك في قوله تعالى: {...ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ}( التوبة : 127).
و فيما يلي جدول يبيّن توزيع أعداد الألفاظ على الأبنية
الأبنية فَعَلَ فعّلَ اِنْفَعَلَ فَعْل مَفْعِل مَفْعُوْل تَفْعِيْل المجموع
العدد 14 10 1 1 1 1 2 30
المبحث الثاني: معاني مادة (صَرَفَ) في القرآن الكريم
ذهب ابن فارس إلى أنَّ تصاريف مادة (ص ر ف) و مشتقاتها تدلّ على رجع الشيء ؛ فقال : (( الصاد و الراء و الفاء معظم بابه يدلُّ على رجع الشيء من ذلك صَرفْتُ القومَ صَرْفاً وانصرفوا، إذا رَجَعْتَهم فرَجَعوا. والصَّرِيف: اللّبَن ساعةَ يُحلَب ويُنصرَف به...)( 1) ، و ذكر أن مما شذّ عن ذلك و لم يكن بمعنى رجع الشيء هو : الصَّرَفَانُ؛فقال: ((وممّا أحسبه شاذّاً عن هذا الأصل: الصَّرَفَانُ، وهو الرَّصاص))( 2) ، إلا أنّه يمكن عدم عدِّه شاذًّا بأنه رجعَ عن أن يبلغ درجة الفضة و إن كان مقارباً لها في اللون فيكون بمعنى رجع الشيء و لا يكون شاذاً حينئذٍ، و قد ذكر نحواً من ذلك الراغب الأصفهاني في المفردات ((والصرفان: الرصاص، كأنه صُرِف عن أن يبلغ منزلة الفضة.))( 3) ، و كذلك الفيروز آبادي (4).
و ذكر الراغب الأصفهاني أنّ معاني (صرف) تدلّ على: ردّ الشيء ؛ قال: (( الصَّرف: ردُّ الشيء من حالة إلى حالة، أو إبداله بغيره، يقال: صرفته فانصرف. قال تعالى: {ثم صرفكم عنهم} (آل عمران/152)، وقال: {ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم}( هود/...)) (5)
و قد فصّل اللغويون في معاني (صرف ) في اللغة العربية بحسب استعمالاتها و ورودها في الكلام ، فمن ذلك: الصَّرْفُ: فَضْلُ الدَّرْهَم في القيمة وجَوْدةُ الفِضَّة وبيع الذَّهَبِ بالفضَّةِ ومنه الصَّيْرَفِيُّ لتَصريفه أحدهما بالآخَر(6).
و وصَرْف الدَّهْرِ حَدَثُه(7)، و صَرْف الكلمة إجراؤها بالتنوين( ، و تصريف الرَّياحِ تَصَرّفُها من وَجْهٍ إلى وَجْهٍ وحال إلى حال و كذلك تصريف الخيول و السُّيُول و الأمور(9), و الصَّريفُ صوتُ البَكْرةِ(10) ، و الصَّريفُ اللَّبَنُ الحليبُ ساعةَ يُحْلَب(11) ،و الصَّريفُ الخَمْرُ الطيَّبةُ(12) ،و الصِّرفُ: الخالصُ من كلِّ شيءٍ وشَرابٌ صِرْفٌ لم يُمْزَجْ(13) ، قال الراغب: (وقيل لكل خالص عن غيره: صرف ، كأنه صُرِف عنه ما يشوبه)(14) و الصِّرفُ أيضًا: شيء أحمرُ يُدبَغ به الأدِيمُ (15)، وقد يسمى الدم صرفا تشبيها به قال الشاعر:
كميت غير محلفة ولكن كلونِ الصرفِ عُلَّ به الأديمُ (16)
وفي حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه أَتَيْتُ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم وهو نائم في ظلِّ الكَعبة فاسْتَيْقَظ مُحْمارّاً وجْهُه كأَنه الصِّرْفُ (17).
و قد ذكر أهل اللغة معانيَ أخرى من معاني مادة (صرف) و مشتقاتها.
و في ضوء رجوعنا إلى المعاجم و التفاسير و كتب معاني القرآن الكريم وجدنا أنّ معاني مادة (ص ر ف) في القرآن الكريم انقسمت على قسمين ؛
الأول : ما كان من (صَرَفَ) المجرّدة و بقية الصيغ المأخوذة فهي بمعنى ردّ الشيء .
الثاني : ما كان من (صرَّفَ) المزيدة بتضعيف العين فقد جاءت بمعنى التبيين.
القسم الأول : الصيغ المأخوذة من المجرد
- من ذلك صيغة(صَرَفَكم) في قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} ( آل عمران : 152).
صرفكم : أي ردّكم بالهزيمة عنهم(18)، و ذهب بض المفسرين إلى أنّ معناه : كفَّكم عنهم حتى حالت الحالُ فغلبوكم (19) ، و هذا التأويل لا يختلف عن التأويل السابق فكلاهما بالمعنى ذاته.
- و قوله {مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ}( الأنعام : 16) ؛ أي : مَن يُردُّ عنه العذاب و يُدفع ، و قد ذكر نحواً من ذلك صاحب تفسير (أيسر التفاسير ؛ فقال: (من يُصْرف عنه : أي من العذاب بمعنى يُبْعَدُ عنه)( 20) ، أمّا بقية التفاسير فلم يشيروا إلى معنى (يُصرف) و إنّما كانوا يشيرون دائما إلى نائب الفاعل المحذوف في الجملة و هو (العذاب)(21) ، و الظاهر أنّهم لم يشيروا إلى معنى الفعل لأنَّه معروف في ضوء السياق القرآني .
- و قوله {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}( الأعراف : 47) ، أي : إذا رُدّت أبصار أهل الأعراف إلى أهل النار قالوا ربَّنا ... ، و قد ذهب المفسرون إلى أنّ المعنى: إذا نظروا(22) ، أو: إذا رأَوْا(23) ، و معلوم أنَّ (صُرفت) لا تأتي بهذا المعنى ، لكنهم يشيرون بتفسيرهم هذا إلى النتيجة ، و هي أنَّ أبصارهم إذا رُدَّت جِهة _أو حيالَ_ أصحاب النار نظروا أو رأَوا حالهم قالوا ربَّنا...، و قد ذكر الزمخشري فيه أن صارفاً يصرف أبصارهم لينظروا فيستعيذوا ويوبخوا (24) ، و في هذه الآية لطيفة ذكرها أبو حيان الأندلسي فقال: (دليل أنّ أكثر أحوالهم النظر إلى تلقاء أصحاب الجنة و أن نظرهم إلى أصحاب النار هو بكونهم صرفت أبصارهم تلقاءهم فليس الصّرف من قِبلهم بل هم محمولون عليه مفعول بهم ذلك لأنّ ذلك المطلع مخوف من سماعه فضلاً عن رؤيته فضلاً عن التلبيس به والمعنى أنهم إذا حملوا على صرف أبصارهم ورأوا ما هم عليه من العذاب استغاثوا بربّهم من أن يجعلهم معهم)(25)
- و قوله {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ}( الأعراف : 146).
أي أن الذين يتكبرون في الأرض سيردُّهم الله و يصرفهم عن أن يتفكروا في آيات الله ، لم يذكر المفسرون هذا المعنى ، بل إنّ أكثرهم لم يُشِرْ إلى معنى الصرف هنا ، بل ذكروا معنى الآية ، فقد ذكر قسم منهم أن المعنى: سأصرفهم عن الاعتبار بالحجج.(26) و ذهب قسم آخر إلى أنّ المعنى :سَأَصْرِفُهُمْ عن أَنْ يَتَفَكَّرُوا فِي آيَاتِي (27) ، لكن سياق هذه الآية و يوحي بهذا المعنى (أي :الرّدّ) ، و كذلك معنى هذه الصيغة في الآيات الأخرى التي وردت فيها.
- و قوله {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} (الفرقان 65).
، أي رُدَّ عنا عذاب جهنم ، و قد جاء في تفسير روح البيان لإسماعيل حقي: (صرفُه : ردُّه) (28)، و لم يرد في كتب التفاسير القديمة تفسير (الصرف) في هذه الآية لأنه معروف من السياق.
- صيغة (مَصْرُوْفاً) في قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}( هود : ، أي ليس مردوداً عنهم أو مدفوعاً أو مرفوعاً ، فقد ذكر بعض المفسرين أن معناه ليس مدفوعاً(29) ، و ذكر بعضهم أن معناه ليس مرفوعاً(30) ، و فسره بعضهم بأنَّ معناه: ليس محبوساً(31) ، و هي معانٍ متقاربة.
و هكذا بقية الآيات التي وردت فيها صيغة(صرف) المجردة و مشتقاتها.
القسم الثاني: الصيغ المأخوذة من المزيد بالتضعيف
معلوم أنَّ للزيادة بالتضعيف معاني كثيرة مثل التكثير أو المبالغة أو الجعل أو الإغناء عن الأصل لعدم وروده ، أو بعبارة أخرى إيجاد معنى جديد يختلف عن المعنى الأصلي للفعل (الجذر)(32) ، و قد وجدنا أنَّ ما كان من (صرّف) بالتشديد و تصريفاتها فإنّها أتت في القرآن الكريم لمعنى (التبيين) ، و هو معنًى جديد يختلف عن المعنى الأصلي للفعل ؛ أي أنّ الزيادة بالتضعيف قد أفادت الفعل هذا المعنى الجديد الذي يختلف عن معنى الأصل المجرّد.
- من ذلك (نُصَرِّف) في قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ}( الأنعام : 46) (33) ، نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ، أي : نبيّن لهم الآيات (34).
- و كذا في قوله: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ}( الأنعام : 65) ، فهي بالمعنى ذاته للآية التي قبلها، أي بمعنى التبيين(35).
- و كذا (صَرَّفْنا) في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} (طه : 113) صرَّفنا أي: بيّنا في القرآن من أخبار الأمم الماضية وما أصابهم بذنوبهم(36) ، و قد ذهب بعض المفسرين إلى أنَّ المعنى: كررنا فيه من الوعيد(37) و يمكن عدّ ذلك من باب التبيين لأنّ التكرير إنّما يكون من أجل التبيين.
- (صرّفناه) في قوله تعالى : {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} (الفرقان : 50)؛أي: بيّنا القرآن(38) ، قال القرطبي: (يَعْنِي الْقُرْآنَ، وَقَدْ جَرَى ذِكْرُهُ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ: قَوْلُهُ تَعَالَى:" تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ". وَقَوْلُهُ:" لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي" وَقَوْلُهُ:" اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً")(30)( 39) ، و ذهب قسم من المفسرين إلى أنّ معنى (صرفناه) : قسّمناه ، و أنَّ ضمير الهاء في (صرّفناه) يعود على (المطر) المفهوم من آية سابقة ؛ و هي : (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا) )(40) ، إلّا أنّ الراجح أنّ الضمير يعود على القرآن الذي سبق وروده في قوله : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا) (32).
ويؤيده قوله في آية سابقة: {وجاهدهم به جهادا كبيرا} (52) ، لأن جهاد المشركين يكون بالقرآن لا بالمطر ، و قد استبعد ابن جُزي أن يكون الضمير عائد على المطر ؛ فقال: (الضمير للقرآن، وقيل: للمطر وهو بعيد )( 41)
يزاد على ذلك أنَّ قرينة ورود متصرّفات(صرّف) في بقية الآيات بمعنى (بيَّنَ) ترجّح هذا المعنى .
و مما يمكن أن يستثنى من ذلك هو ورود الصيغة الاسمية من (صرَّفَ) ، و هي المصدر (تَصْريف) في قوله تعالى: { وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ }، فقد ذكر المفسرون أنها بمعنى التحويل أو التقليب أو الإرسال يمينًا و شمالًا قبولًا و دبورًا لواقحَ و عقيمًا(42) ، إلا أنَّ قسمًا منهم ذهب إلى أنّها وردت هنا بمعنى (الرّدّ) - المعنى المفاد من الجذر (صرف)- ، يقول السمين الحلبي: (تصريف: مصدر صرَّف ، و هو الرّدّ و التقليب)( 43) ، و ذكر القرطبي في تفسيره نحوًا من ذلك ؛ إذ يقول: (وَقِيلَ: تَصْرِيفُهَا أَنْ تَأْتِيَ السُّفُنُ الْكِبَارُ بِقَدْرِ مَا تَحْمِلُهَا، وَالصِّغَارُ كَذَلِكَ، وَيُصْرَفُ عنهما ما يضربهما)(44) ، و الظاهر من قوله (يُصرف عنهما ما يضربهما) أنه يريد يُردُّ عنهما ما يضربهما.
و مما تجدر الإشارة إليه أن صرّف و مضارعها وردت عشر مرات كلها متصلة بضمائر تعود على الباري سبحانه ؛ صَرَّفْنا ، و نُصَرِّفُ .
النتائج
1- لم ترد مادة (صَرَفَ) في القرآن الكريم بأبنية كثيرة بل جاءت على (7) أبنية ، أما عدد الألفاظ التي جاءت بها الأبنية، فقد جاءت على (30) لفظة موزعة على سور من القرآن المجيد ، (4) أبنية للأسماء (فَعْل ، و مَفْعِل ، و مَفْعُوْل ، و تَفعِيل) ، و (3) للأفعال (فَعَلَ ، و فَعَّلَ ، و اِنْفَعَلَ).
2- ذكر المعجميون لمادة (صَرَفَ) و تصاريفها معاني كثيرة ، و هذه المعاني متغيرة بحسب الاستعمال و بحسب السوابق و اللواحق ، أمّا الاستعمال القرآني فقد جاء في استعمال الجذر (صَرَفَ) و تصاريفه في 18 لفظة كلها كان بمعنى ردّ الشيء.
3- و ما كان من (صرّف) بالتشديد و تصريفاتها فإنّها تأتي لمعنى التبيين ، و قد وردت في القرآن عشر مرات ؛ ستّاً بالماضي و أربعاً بالمضارع. و قد اختلف في معنى (صرّفناه) في قوله تعالى : {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} [الفرقان : 50] فقد ذهب قسم من المفسرين إلى أنّ ضمير الهاء في (صرّفناه) يعود إلى (المطر) المفهوم من آية سابقة؛ و هي: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا)(48) ، و يكون معنى (صرفناه) : قسّمناه، إلّا أنّ الراجح أنّ الضمير يعود إلى القرآن الذي سبق وروده في قوله : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا) (32). ويؤيده قوله في آية سابقة: {وجاهدهم به جهادا كبيرا}(52) ، لأن جهاد المشركين يكون بالقرآن لا بالمطر )) ، يضاف إلى ذلك قرينة ورود متصرّفات(صرّف) في بقية الآيات بمعنى (بيَّنَ) يرجّح هذا المعنى .
4- في كثير من الأحيان لا يذكر المفسرون معاني كلمات لأنها معروفة أو مفهومة من السياق العام للآية.
5- صرّف و مضارعها وردت عشر مرات كلها متصلة بضمائر تعود على الباري سبحانه ؛ صَرَّفْنا ، و نُصَرِّفُ .
الهوامش
(1) مقاييس اللغة: مادة (صرف) 3/ 342 وما بعدها.
(2) المصدر ذاته .
(3) 1/578.
(4) بصائر ذوي التمييز 4/26.
(5) مفردات غريب القرآن: 1/578
(6) ينظر:العين: مادة (صرف) 7/109 ، و المحكم والمحيط الأعظم مادة (صرف) 8/302، و لسان العرب: مادة (صرف) 9/190.
(7) ينظر:العين: مادة (صرف) 7/109 ، و تهذيب اللغة: مادة (صرف) 12/ 114، و لسان العرب: مادة (صرف) 9/189.
( ينظر:المصادر السابقة , و تاج العروس: مادة (صرف) 24/ 22.
(9) ينظر:العين 7/109 ،و القاموس المحيط ج1/ص1069 ، و تاج العروس 24/20.
(10) العين 7/110 .
(11) ينظر:المصدر السابق ، و المحكم والمحيط الأعظم: مادة (صرف) 8/ص302، و غريب ابن الجوزي 1/586 ، و لسان العرب: مادة (صرف) 9/189، و تاج العروس: مادة (صرف) 24/15.
(12) ينظر:العين: مادة (صرف) 7/110 ، و تهذيب اللغة: مادة (صرف) 12/ 114، و لسان العرب: مادة (صرف) 9/192 .
(13) ينظر:المحكم والمحيط الأعظم ج8/ص304 ، النهاية 3/46، و لسان العرب: 9/192.
(14) المفردات: /578.
(15) ينظر: تهذيب اللغة 12/115 ، و المحكم والمحيط الأعظم ج8/ص304.
(16) ينظر:الفائق في غريب الحديث والأثر 2/295، و البيت لسلمة بن الخرشب الأنماري: ينظر: المفضليات: /40 ، و المعاني الكبير :1/6 .
(17) ينظر: الفائق 2/295، و النهاية في غريب الحديث و الأثر:3/46، و لسان العرب: 9/129.
(18) ينظر: تفسير الوجيز1/237، و تفسير الوسيط1/505.، و زاد المسير 1/476 ، و السراج المنير1/206.
(19) ينظر: تفسير البيضاوي 2/103 ، و تفسير النسفي:1/185، و روح المعاني 4/90.
(20) أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير2/41.
(21) ينظر:تفسير الطبري 11/286، و معاني القرآن و إعرابه للزجاج 2/233، و معاني القرآن للنحاس 2/405 ،و الهداية في بلوغ النهاية: 3/1974.
(22) ينظر:تنوير المقباس / 128 ،و الكشاف 2/103 ،و تفسير النسفي 12/14,
(23) ينظر: تفسير ابن جزي 1/289، و تفسير ابن كثير 3/422.
(24) تفسيره: 2/103 .
(25) تفسيره: 4/305.
(26) ينظر: تفسير الطبري 10/443 ، و تفسير القرطبي 7/283 .
(27) ينظر:تفسير ابن أبي حاتم 5/1567، و الهداية لبلوغ النهاية 4/ 2553 .
(28) 9/270.
(29) ينظر: السراج المنير 2/52 ، و تفسير الجلالين/285 ، و تفسير البحر المديد 3/197.
(30) ينظر: روح المعاني:12/14 ، و مراح لبيد: 1/501.
(31) ينظر:فتح البيان 6/146 ، وفتح القدير 2/698.
(32) ينظر: شرح التسهيل3/452، و شذا العرف/32.
(33) و كذلك الآيات: الأنعام 64، 105 ،و الأعراف 58 .
(34) ينظر: تنوير المقباس/109 ، و تهذيب اللغة 12/250.
(35) ينظر: تنوير المقباس/109 ، و تفسير القرطبي7/11. و كذلك الآيات:الأنعام : 65، الأعراف 58.
(36) ينظر: تنوير المقباس /266 ،و مجاز القرآن/32 ،و تفسير الطبري 18/381 ،و بحر العلوم 2/413، و تفسير ابن أبي زمنين:3/129.
(37) ينظر: أبو السعود 6/44 ، الرازي22/105 ،سراج 2/534.
(38) ينظر: تفسير القرطبي 13/57، و النكت الحسان 4/149، و فتح البيان:9/321.
(39) ينظر: تفسير القرطبي 13/57
(40) ينظر: تنوير المقباس:304، و الهداية إلى بلوغ النهاية: 8/5236، و تفسير القرطبي: 13/57.
(41) تفسيره :2/84.
(42) ينظر:تنوير المقباس:304، و معاني القرآن للفراء:1/97، و تفسير الطبري:3/275، و تفسير القرطبي:13/57.
(43) الدر المصون: 2/206.
(44) تفسيره :
المصادر و المراجع
1. أساس البلاغة: أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله (المتوفى: 538هـ) ،تحقيق: محمد باسل عيون السود ،الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان ،الطبعة: الأولى، 1419 هـ - 1998 م.
2. أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير: جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري ،الناشر: مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية ،الطبعة: الخامسة، 1424هـ/2003م.
3. بحر العلوم: أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي (المتوفى: 373هـ).
4. البحر المديد في تفسير القرآن المجيد: أبو العباس أحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبة الحسني الأنجري الفاسي الصوفي (المتوفى: 1224هـ) ،المحقق: أحمد عبد الله القرشي رسلان ،الناشر: الدكتور حسن عباس زكي – القاهرة ،الطبعة: 1419 هـ.
5. بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز: مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى (المتوفى: 817هـ)، المحقق: محمد علي النجار، الناشر: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي، القاهرة.
6. تاج العروس من جواهر القاموس: محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض، الملقّب بمرتضى، الزَّبيدي (المتوفى: 1205هـ) ،المحقق: مجموعة من المحققين ، الناشر: دار الهداية.
7. تفسير البغوي =معالم التنزيل في تفسير القرآن: محيي السنة ، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي (المتوفى : 510هـ) ،المحقق : عبد الرزاق المهدي ،الناشر : دار إحياء التراث العربي –بيروت ،الطبعة : الأولى ، 1420 هـ.
8. تفسير البيضاوي و اسمه(أنوار التنزيل وأسرار التأويل): ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي (المتوفى: 685هـ) ،المحقق: محمد عبد الرحمن المرعشلي،الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت ،الطبعة: الأولى - 1418 هـ.
9. تفسير ابن جزي و اسمه (التسهيل لعلوم التنزيل): أبو القاسم، محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، ابن جزي الكلبي الغرناطي (المتوفى: 741هـ)، المحقق: الدكتور عبد الله الخالدي، الناشر: شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم – بيروت ،الطبعة: الأولى - 1416 هـ.
10. تفسير الجلالين: جلال الدين محمد بن أحمد المحلي (المتوفى: 864هـ) وجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (المتوفى: 911هـ)، الناشر: دار الحديث – القاهرة، الطبعة: الأولى.
11. تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم: أبو السعود العمادي محمد بن محمد بن مصطفى (المتوفى: 982هـ)،الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
12. تفسير القرآن: أبو المظفر، منصور بن محمد بن عبد الجبار ابن أحمد المروزى السمعاني التميمي الحنفي ثم الشافعي (المتوفى: 489هـ)، المحقق: ياسر بن إبراهيم وغنيم بن عباس بن غنيم، الناشر: دار الوطن، الرياض – السعودية، الطبعة: الأولى ، 1418هـ - 1997م.
13. تفسير القرآن العزيز: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عيسى بن محمد المري، الإلبيري المعروف بابن أبي زَمَنِين المالكي (المتوفى: 399هـ)، المحقق: أبو عبد الله حسين بن عكاشة - محمد بن مصطفى الكنز، الناشر: الفاروق الحديثة - مصر/ القاهرة ،الطبعة: الأولى، 1423هـ - 2002م
14. تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم: أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي ابن أبي حاتم (المتوفى: 327هـ)، المحقق: أسعد محمد الطيب،الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز - المملكة العربية السعودية،الطبعة: الثالثة - 1419 هـ.
15. تفسير القرآن العظيم: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ) ،المحقق: سامي بن محمد سلامة ،الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع ،الطبعة: الثانية 1420هـ - 1999 م.
16. التفسير الكبير =مفاتيح الغيب: أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى: 606هـ)، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت، الطبعة: الثالثة - 1420 هـ
17. تفسير مقاتل بن سليمان: أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي البلخى (المتوفى: 150هـ)، المحقق: عبد الله محمود شحاته، الناشر: دار إحياء التراث – بيروت ،الطبعة: الأولى - 1423 هـ.
18. تفسير النسفي (مدارك التنزيل وحقائق التأويل): أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود حافظ الدين النسفي (المتوفى: 710هـ)، حققه وخرج أحاديثه: يوسف علي بديوي، راجعه وقدم له: محيي الدين ديب مستو،الناشر: دار الكلم الطيب، بيروت، الطبعة: الأولى، 1419 هـ - 1998 م.
19. تنوير المقباس من تفسير ابن عباس:ينسب: لعبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - (المتوفى: 68هـ) ،جمعه: مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى (المتوفى: 817هـ)، الناشر: دار الكتب العلمية – لبنان.
20. تهذيب اللغة: محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، أبو منصور (المتوفى: 370هـ)، المحقق: محمد عوض مرعب، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت، الطبعة: الأولى، 2001م
21. جامع البيان في تأويل القرآن: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ)، المحقق: أحمد محمد شاكر، الناشر: مؤسسة الرسالة ، الطبعة: الأولى، 1420 هـ - 2000 م.
22. الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي:المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى: 671هـ)، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، الناشر: دار الكتب المصرية – القاهرة ،الطبعة: الثانية، 1384هـ - 1964 م.
23. روح البيان: إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء (المتوفى: 1127هـ) ، الناشر: دار الفكر – بيروت.
24. زاد المسير في علم التفسير: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)، المحقق: عبد الرزاق المهدي، الناشر: دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة: الأولى - 1422 هـ.
25. السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير: شمس الدين، محمد بن أحمد الخطيب الشربيني الشافعي (المتوفى: 977هـ)،الناشر: مطبعة بولاق (الأميرية) – القاهرة، عام النشر: 1285 هـ.
26. شذا العرف في فن الصرف: أحمد بن محمد الحملاوي (المتوفى: 1351هـ)، المحقق: نصر الله عبد الرحمن نصر الله، الناشر: مكتبة الرشد الرياض.
27. شرح تسهيل الفوائد: محمد بن عبد الله، ابن مالك الطائي الجياني، أبو عبد الله، جمال الدين (المتوفى: 672هـ)، المحقق: د. عبد الرحمن السيد، د. محمد بدوي المختون، الناشر: هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، الطبعة: الأولى (1410هـ - 1990م).
28. غريب الحديث: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ) ،المحقق: الدكتور عبد المعطي أمين القلعجي ،الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت – لبنان ،الطبعة: الأولى، 1405 – 1985.
29. الفائق في غريب الحديث والأثر: أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله (المتوفى: 538هـ) ،المحقق: علي محمد البجاوي -محمد أبو الفضل إبراهيم ، الناشر: دار المعرفة – لبنان ، الطبعة: الثانية.
30. فتحُ البيان في مقاصد القرآن: أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي (المتوفى: 1307هـ) ،عني بطبعهِ وقدّم له وراجعه: خادم العلم عَبد الله بن إبراهيم الأنصَاري ،الناشر: المَكتبة العصريَّة للطبَاعة والنّشْر، صَيدَا – بَيروت ،عام النشر: 1412 هـ - 1992 م.
31. فتح القدير: محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ) ،الناشر: دار ابن كثير، دار الكلم الطيب - دمشق، بيروت ،الطبعة: الأولى - 1414 هـ.
32. القاموس المحيط: مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى (المتوفى: 817هـ) ،تحقيق: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة ،بإشراف: محمد نعيم العرقسُوسي ،الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان ،الطبعة: الثامنة، 1426 هـ - 2005 م.
33. كتاب العين: أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري (المتوفى: 170هـ)، المحقق: د مهدي المخزومي، د إبراهيم السامرائي ،الناشر: دار ومكتبة الهلال.
34. لسان العرب: محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (المتوفى: 711هـ) ،الناشر: دار صادر – بيروت ،الطبعة: الثالثة - 1414 هـ.
35. مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمى البصري (المتوفى: 209هـ)، المحقق: محمد فواد سزگين، الناشر: مكتبة الخانجى – القاهرة،الطبعة: 1381 هـ
36. المحكم والمحيط الأعظم: أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ت: 458هـ] ،المحقق: عبد الحميد هنداوي ،الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت ،الطبعة: الأولى، 1421 هـ - 2000 م.
37. مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد: محمد بن عمر نووي الجاوي (المتوفى: 1316هـ)، المحقق: محمد أمين الصناوي ،الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت ،الطبعة: الأولى - 1417 هـ.
38. معاني القرآن: أبو جعفر النحاس أحمد بن محمد (المتوفى: 338هـ)، المحقق: محمد علي الصابوني،الناشر: جامعة أم القرى - مكة المكرمة،الطبعة: الأولى، 1409.
39. معاني القرآن وإعرابه: إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج (المتوفى: 311هـ)، المحقق: عبد الجليل عبده شلبي ،الناشر: عالم الكتب – بيروت ،الطبعة: الأولى 1408 هـ - 1988 م.
40. المعاني الكبير في أبيات المعاني: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)، المحقق: المستشرق د سالم الكرنكوي (ت 1373 هـ)، عبد الرحمن بن يحيى بن علي اليماني (1313 - 1386 هـ)، الناشر: مطبعة دائرة المعارف العثمانية - حيدر آباد الدكن ،بالهند [الطبعة الأولى 1368هـ، 1949م] ،ثم صورتها: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان [الطبعة الأولى، 1405 هـ - 1984 م]
41. المفردات في غريب القرآن: أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهانى (المتوفى: 502هـ)، المحقق: صفوان عدنان الداودي، الناشر: دار القلم، الدار الشامية - دمشق بيروت، الطبعة: الأولى - 1412 هـ.
42. المفضليات: المفضل بن محمد بن يعلى بن سالم الضبي (المتوفى: نحو 168هـ) ، تحقيق وشرح: أحمد محمد شاكر و عبد السلام محمد هارون ،الناشر: دار المعارف – القاهرة ،الطبعة: السادسة.
43. مقاييس اللغة: أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، أبو الحسين (المتوفى: 395هـ) ،المحقق: عبد السلام محمد هارون ،الناشر: دار الفكر ،عام النشر: 1399هـ - 1979م.
44. النهاية في غريب الحديث والأثر: مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ)، الناشر: المكتبة العلمية - بيروت، 1399هـ - 1979م ،تحقيق: طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي.
45. الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره، وأحكامه، وجمل من فنون علومه: أبو محمد مكي بن أبي طالب حَمّوش بن محمد بن مختار القيسي القيرواني ثم الأندلسي القرطبي المالكي (المتوفى: 437هـ)، المحقق: مجموعة رسائل جامعية بكلية الدراسات العليا والبحث العلمي - جامعة الشارقة، بإشراف أ. د: الشاهد البوشيخي ،الناشر: مجموعة بحوث الكتاب والسنة - كلية الشريعة والدراسات الإسلامية - جامعة الشارقة، الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م
46. الوجيز في تفسير الكتاب العزيز: أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي (المتوفى: 468هـ)، تحقيق: صفوان عدنان داودي ، دار النشر: دار القلم , الدار الشامية - دمشق، بيروت، الطبعة: الأولى، 1415 هـ
47. الوسيط في تفسير القرآن المجيد: أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي (المتوفى: 468هـ)، تحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض، الدكتور أحمد محمد صيرة، الدكتور أحمد عبد الغني الجمل، الدكتور عبد الرحمن عويس، قدمه وقرظه: الأستاذ الدكتور عبد الحي الفرماوي، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 1415 هـ - 1994 م.
http://quranic.uobabylon.edu.iq/service_showarticle.aspx?pubid=6254
ماجد1978- مدينة الأقامة : iraq
عضو فى نادى الصيد : لا
عدد المساهمات : 142
نقاط : 426
تاريخ التسجيل : 28/06/2015
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى