التركيب الداخلي لمدينة الحلة القديمة
صفحة 1 من اصل 1
التركيب الداخلي لمدينة الحلة القديمة
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة بابل رسالة الماجستير الموسومة " التركيب الداخلي لمدينة الحلة القديمة)وهي دراسة في جغرافية المدن للباحث فاضل عباس فاضل جدوع. وهدفت هذه الدراسة إلى تحليل وتفسير التركيب الداخلي لمدينة الحلة القديمة وتحديد العوامل أو الضوابط المؤثرة في التركيب الداخلي للمدينة والتوزيع الجغرافي لاستعمالات الأرض في مدينة الحلة القديمة, وصولاً الى معرفة المشكلات الحضرية التي تعاني منها المدينة,من أجل وضع خطط تنموية وتطويرية لتركيبها الداخلي والنهوض بواقعها الخدمي والوظيفي وقد وجدت الدراسة عبر دراسة واستعراض الخصائص الطبيعية والبشرية للمدينة وتحديد خصائص موضع وموقع مدينة الحلة القديمة, ان موضع (الجامعين) الذي نشأت عليه المدينة لهُ من الميزات الجيدة التي دفعت بالأمير (صدقة بن مزيد) مؤسس الحلة إلى التوجه نحوه واتخاذه مكاناً جديداً للأمارة المزيدية عام 495ه /1101م وترك ديار أبائه في منطقة النيل , ومن خصائص موضع الجامعين الجيدة هو المكان المرتفع عن الأراضي المجاورة وهو ما جعلها في مأمن من خطر فيضانات نهر الفرات آنذاك وأن هذه المنطقة وحسب ما أشار اليه المؤرخون انها كانت تأوي اليها السباع وهو من الاماكن المفضلة للثوار وبعيدة عن متناول أيدي السلطة الحاكمة فضلاً عن مميزات الموقع الاستراتيجي والعسكري والاقتصادي الجيد الذي ساهم كثير في تحول طرق النقل التجارية الرئيسية البرية والنهرية نحوها بعد فتر قصيرة من تأسيسها, وقد ساعد النهر في تحول هذه الطرق نحوها من جهة ومن جهة أخرى وفر مصادر المياه للمدينة والمناطق الزراعية المحيطة بها. |
كما أن موضعها بالقرب من مدينة بابل القديمة جعلها تتمتع بخصائص موقع مدينة بابل الجيدة , مضافاَ الى ذلك وقوعها في منطقة السهل الرسوبي جعل ارضها والاراضي المجاورة لها تتمتع بالانتاج الزراعي الجيد مما جعله مكاناَ لتصريف الانتاج الزراعي وتوزيعه على المدن التي تحيط بها ,وهذا زاد من اهميتها التجارية والاقتصادية بمرور الزمن, اذاً للموقع الجيد وللموضع المهم اثر في نشوء وتطور وازدهار مدينة الحلة القديمة بمرور الزمن.
وأظهرت الدراسة لنا أن مدينة الحلة القديمة حالها كحال بقية المدن القديمة في العالم العربي والاسلامي إذ مرت بمراحل نمو وتطور عدة حتى وصلت الى ما وصلت اليه في الوقت الحاضر, وان لكل مرحلة او فترة والتي تعرف ب(المرحلة المورفولوجية) خصائص حضارية وعمرانية واجتماعية تميزها عن المرحلة التي سبقتها او اللاحقة لها, كما كشفت الدراسة ان هذه الخصائص المميزة لكل مرحلة ماهي إلا انعكاس للتطور الحضاري والثقافي الذي يصيب سكان المدينة , نتيجة الاحتكاك الحضاري والتطور التقني والعلمي في مجالات الحياة كافة, و قسمنا مراحل نمو وتطور المدينة الى مرحلتين مورفولوجيتين فقط الاولى تبداء من نشوء.
المدينة عام( 495ه/1101م وحتى عام 1970م) التي ميزتها الخصائص الاجتماعية للسكان و تتمثل بانغلاق الأُسرة الحلية نحو الخارج والانفتاح نحو الداخل(داخل المسكن) والذي انعكس بدوره على نمط وطراز البناء , حيث أدت الخصوصية الأسرية إلى ظهور نمط بناء المساكن ذات الطراز الشرقي التقليدي ذو الفناء المفتوح ,ويعد الفناء المفتوح من أهم خصائص هذا الطراز, ومع التطور الحضاري والاجتماعي ظهر طراز المساكن المحورة ثم المساكن ذات الطراز العمراني الغربي(الحديث) والذي ظهر كرد فعل للاحتكاك الحضاري المتزايد ما بين الامم, اذا استمد اغلب تفاصيله من نمط البناء الغربي الحديث. ثم تبدء المرحلة المورفولوجية الثانية والمعاصرة والتي تبدء من عام 1971م وحتى فترة اعداد الدراسة عام 2014م ,وكشفت الدراسة ان توزيع استعمالات الأرض في مدينة الحلة القديمة له علاقة قوية بماضي المدينة ,أي ان بعض الاستعمالات مازالت تمارس وظيفتها في المكان نفسه الذي نشأت فيه قديماًوهو امتداد تاريخي لما كانت عليه توزيع استعمالات الأرض عند نشوء ونمو المدينة, كالاستعمال التجاري في السوق الكبير والاستعمال الترفيهي على ضفاف شط الحلة , وقد اظهرتالدراسة ان الاستعمال السكني يشغل المساحة الأكبر من مساحة المدينة تليها الاستعمالات التجارية والصناعية. كما توصلت الدراسة الى ان مدينة الحلة القديمة تعاني من التركز السكاني المرتفع,مما ساهم في ظهور مشكلات سكنية وسكانية واصبح القطاع السكني يعاني من مشاكل وعدم كفاءة في الاداء تجاه سكان المدينة, ووجدت الدراسة ايضاَ عدم كفاءة بقية الاستعمالات الحضرية في مدينة الحلة القديمة مثل الاستعمال التجاري والصناعي والخدمي بسبب خصوصية المدينة التراثية لذي يعيق عمل بعض مشاريع التطوير او التنظيم في المدينة, فضلا عن عدم وجود ارادة حقيقية من قبل الجهات المسؤولة للتطوير ومعالجة المشاكل في المدينة.وبينت الدراسة لنا ان التركيب الداخلي لمدينة الحلة القديمة يخضع او يتأثر بعوامل او ضوابط اقتصادية واجتماعية وعوامل تتعلق بالمصلحة العامة وغيرها من العوامل المؤثر على التركيب الداخلي للمدن.
ووجدت الدراسة أن لشط الحلة إثراً كبيراً على خصائص التركيب الداخلي لمدينة الحلة القديمة ,إذ امتدت مساكن المدينة مع امتداد النهر متخذة في ذلك امتداد طولي , وهذا بدوره اثر على اتجاه وامتداد شبكة الشوارع التي شقت في المدينة مطلع ثلاثينيات القرن الماضي, فأغلبها شق عموديا على النهر والبعض الاخر شق موازيا له لربط اجزاء المدينة المستطيلة الشكل ببعضها , كما ادى النهر الى جذب بعض الاستعمالات نحوه وبالأخص الترفيهي. كما اظهرت الدراسة ان مدينة الحلة القديمة تتمتع ببعض مؤشرات ونقاط قوة التي تمتاز بها الاستعمالات في المدينة, والذي يمكن استثمارها بالشكل المناسب للوصول إلى تحقيق التنمية المستدامة للتركيب الداخلي للمدينة.وكشفت الدراسة لنا عن وجود بعض الأبنية التراثية القديمة في المدينة والتي يجب صيانتها وادامتها والحفاظ عليها, مع امكانية استخدام بعضها في جانب السياحة الثقافية والترويحية , فضلاً عن ذلك أظهرت الدراسة ان مدينة الحلة القديمة تمتاز بكثرة وجود المباني والمراقد والمزارات الشريفة فيها, ويمكن استثمارها في جانب السياحة الدينية , وبصورة عامة يمكن القول ان مدينة الحلة القديمة تتمتع بوجود مؤشرات وامكانات سياحية يمكن ان تساهم في توفير مصادر دخل اقتصادية لمدينة الحلة عموماَ.
http://uobabylon.edu.iq/media/press.aspx?mid=4244
الاسباني- مدينة الأقامة : العراق
عضو فى نادى الصيد : لا
عدد المساهمات : 79
نقاط : 237
تاريخ التسجيل : 30/06/2015
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى